الفصل 3: مقبول، لكنه يثير القلق - المحاضرة_ثلاثة
مرر الماوس على الكلمات المسطر تحتها ليظهر السحر
قالت ليفينيا بيردواي: "المسيحية أكبر منظمة دينية في العالم، مقسمة بين الأشكال القديمة والجديدة للكاثوليكية والبروتستانتية. وتتكون الكاثوليكية من ثلاث منظمات عملاقة ألا وهم الكنيسة الرومانية الكاثوليكية والكنيسة الأنجليكانية والكنيسة الأرثوذكسية الروسية."
حتى لو كانوا لا يملكون علماً يقينا بالسحر والتنجيم، فقد كانت أسماء تلك الكنائس موجودة في كتبهم المدرسية، وكانت تلك المنظمات معروفة في جميع أنحاء العالم على هذا المستوى.
"كان هناك إحتكاك بينهما بأشكال مختلفة لبعض الوقت، ولكن الزّناد كان مدفوعًا مباشرة بالصراع بشأن راهبة كاثوليكية رومانية تُدعى أورسولا أكيناس."
كان القط يلكُم فريميا التي كانت تجلس في حضن هامازورا، لكنها كانت غاطة في نومها ولم تستطع الاستجابة.
"من المفترض أن أورسولا هذه فكّت شفرة كتاب السحر الأسود للساحر كراولي الذي لا مثيل له، لذا تصرفت الكنيسة الكاثوليكية الرومانية لإغتيالها من أجل الحفاظ على مركزهم الحاكم. وتدخلت الكنيسة الأنجليكانية وتعاملت مع المشكلة من خلال حصولهم على مساعدة من المدينة الأكاديمية سرًا. ...القيام بذلك من الواضح أن وضعهم في موقف متعارض."
حتى بيردواي التي كانت تشرح ذلك لم تكن تعرف المعنى الكامن وراء قدرتها على قراءة كتاب السحر الأسود ذاك، ولكن في الوقت نفسه، لم تنوي معرفته.
لقد عرفت جيدًا مدى تلوث عقل الإنسان من خلال كتاب السحر الأسود المرتبط بكراولي، وكيف يمكن أن يلتقي الساحر الذي قرأه بنهاية مأساوية.
"بعد ذلك، هاجمت الكنيسة الرومانية الكاثوليكية المدينة الأكاديمية عدة مرات، ولكن دائماً ما يتم إيقافهم في كل مرة من قبل أحمق بيده اليمنى. في الحقيقة، كلّ من هذه الأحداث ما زالت تؤجج النيران التي أدت إلى الحرب رغم ذلك."
سماع كل شيء تم شرحه بالتسلسل هكذا جعل كاميجو يدرك من جديد مدى خطورة المسار الذي سلكه.
لو كان قد فشل خلال أيّ من تلك الأحداث، لكان قد فقد عددًا كبير من الأرواح، ومع ذلك، لم يسعهُ إلا أن يشعر بالإستياء تجاه نفسه بسبب حقيقة أن تلك الحوادث أدت في النهاية إلى تلك الحرب.
"في ذلك الوقت، شعرت الكنيسة الكاثوليكية الرومانية أنهم في وضع غير مؤات، لذلك بدأوا مفاوضات مع الكنيسة الأرثوذكسية الروسية. وتمكنوا من جعل المفاوضات لصالحهم باستخدام الخوف من أن المدينة الأكاديمية والجانب العلمي سيحملون توازن العالم. وأصبح من الضروري للكنيسة الكاثوليكية الرومانية إحضار الكنز السري المخبأ بينهم إلى المركز."
ثم قالت بيردواي أسماء أولئك الذين سيطروا على عصر كامل وراء الكواليس.
"... أعضاء مقعد الرّب الأيمن. الجانب المظلم الحقيقي للكنيسة الرومانية الكاثوليكية التي تضم ملياري مؤمن."
جلب مصطلح "الجانب المظلم الحقيقي" الصمت إلى تلك الغرفة الصغيرة.
بُني الجانب العلمي والجانب السحري بشكل مختلف، لكن هل إستطاع أكسليريتور وهامازورا شياجي تخيل طبيعة ذلك الظلام؟
ربما كان السبب في ذلك هو أن الموضوع كان الحرب الكبيرة التي تضمنت العلم والسحر، أو لأن صاحبة الـ 103.000 من كُتُب السحر الأسود لم تكن لديها معرفة بأعضاء مقعد الرّب الأيمن، أو لأن وعيها قد تم الإستيلاء عليه خلال هذا الصراع، لكن إندكس لم تتكلّم، وواصلت بيردواي.
"من المرجح أنكم تفهمون جزءًا من المواقف التي تسببوا فيها. وقعت حادثة غريبة حيث أغمي على معظم سكان مدينة الأكاديمية في 30 سبتمبر. كانت هناك أزمة ناجمة عن أعمال شغب في جميع أنحاء العالم تم حلها في النهاية عن طريق إغراق الْفرنسيين مدينة أفينيون في بحر من النيران. وحادثة ألحقت فيها أضرار مدمرة بأكبر منطقة تحت الأرض في المدينة الأكاديمية، المنطقة 22. ...كل هذه الحوادث كانت جزءًا من الإشتباك بين أعضاء مقعد الرّب الأيمن وصاحب مُبطلة الأوهام. ربما كان لبعضهم نوع من التأثير المضاعف في جانبكم المظلم العلمي، مما تسبب في نوع من الحوادث."
(30 سبتمبر والمنطقة 22 ...؟)
عبس هامازورا غاضباً بعدما قارن ذلك بالمعلومات التي سمعها في الأخبار.
(0930 وأفينيون ...؟)
أحسّ أكسليريتور بتوتر طفيف بناءً على تجربته في الظلام.
لقد تأثروا بتلك الأحداث العظيمة التي هزت العالم وساعدت في بعض الحالات على التوصل إلى حل لها.
لكن كل تلك الأحداث التي يمكن الإشارة إليها على أنها التموجات الناتجة عن إنفجار كبير قد تفرّعت دون علمهم.
لقد تعلموا من جديد مدى عمق وظلام المنطقة التي كانوا على وشك الدخول إليها.
تمتم هامازورا:"أعضاء مقعد الرّب الأيمن..."،"من يكونون بحق الجحيم؟"
أسميتُهم الجانب المظلم الحقيقي للكنيسة الرومانية الكاثوليكية، لكنهم ليسوا نفس الجانب المظلم أمثالكم. في الواقع، هم من نوع الظلام الذي يسيطر على الجنود في الخفاء."
"إذن هم مثل مجلس الإدارة؟"
"إنهم يستمتعون أيضًا باستخدام أنفسهم كموضوعات إختبار، فلهذا أشعر أنهم مختلفون قليلاً عن الجهات العليا في هذه المدينة."
في حين فريميا مستلقيةً، نهض القط على كوتاتسو وتوجه نحو بيردواي. وأمسكت بالقط من مؤخرة عنقه، وألقتها باتجاه مالكه، كاميجو.
"ببساطة، أعضاء مقهد الرّب الأيمن هي مجموعة حاولت أن تكتسب قوة على نفس المستوى أو أعلى من مستوى الرّب نفسه. في الأساس، في الكنيسة المسيحية، أنت عالق في خطيئتك الأساسية حتى تموت وتخضع للدينونة النهائية، ولكن هنالك سوابق من الإستثناءات، مثل مريم العذراء، حيث مُحيَت خطايا الناس الأساسية بينما كانوا لا يزالون على قيد الحياة. إن تحقيق ذلك بوسائل إصطناعية هو هدف سهل الفهم للسحر الغربي الحديث."
هدف.
هل كان للمدينة الأكاديمية العلمية التي جابهت الجانب السحري هدف كهذا؟
أثناء السماع عن هذا العالم الآخر، ظلت أفكار أكسيليريتور أيضًا على العالم الأقرب إليه.
"بالنسبة لأعضاء مقهد الرّب الأيمن، كانت الكنيسة الرومانية الكاثوليكية بملياري مؤمن بها مكانًا مناسبًا للبحث وإعادة البناء. ومع ذلك، فإن الكنيسة الأنجليكانية والمدينة الأكاديمية... والأحمق صاحب اليد اليمنى الذي ربط المنظمتين معًا كانا يقفان في طريقهما من خلال هز الكنيسة الكاثوليكية الرومانية التي كانت أساسهما. تسبب أعضاء مقعد الرّب الأيمن في وقوع بعض الحوادث على المستوى الذي كان له تأثير على العالم قبل الحرب، ولكن كانت جميعها إما تستهدف المدينة الأكاديمية والجانب العلمي أو على وجه التحديد مبطل الأوهام."
هذه الكلمات جعلتهم يرتجفون.
كان سبب إرسال أعضاء مقعد الرّب الأيمن جنودهم مختلفًا عن أيّ صدام بين أمم.
سواء كانت أمة أو فردًا، فإنهم يرسلون نفس القوة الساحقة ضدها طالما أنها تعارض هدفهم.
"إذن هل قصدكِ أن الحقيقة وراء الحرب العالمية الثالثة هي أن أعضاء مقعد الرّب الأيمن أولئك أقاموا المعركة بين المدينة الأكاديمية وإنجلترا من أجل مواصلة إلتزامهم بسيادة؟"
ردّت بيردواي على الفور على سؤال هامازورا بـ "لا"،"لقد أزيلت تلك الحرب من رغبات أعضاء مقعد الرّب الأيمن ككل."
"؟"
"بينما كانت خطط أعضاء مقعد الرّب الأيمن ككل متعجرفة، إلا أنهم ما زالوا يستخدمون الحيل السرية ضمن قواعد المسيحية. ببساطة، اتخذوا إجراءات مختلفة في إطار المسيحية. من الممكن أن أعضاء مقعد الرّب الأيمن يعتبرون أنفسهم مسيحيين أتقياء."
بدت بيردواي كما لو كانت تستمتع بطريقة ما.
ربما كان ذلك بسبب تخصصها في التحقيق في العقلية الخاصة لمن هم على رأس المنظمات مثل هذه.
قالت بيردواي وهي تحدّق في القط وهو يتلوى في حضن كاميجو: "لكن كان هناك عضو في مقعد الرّب الأيمن متطرفًا جدًا."
"تجاوزت أفكاره قواعد المسيحية. لم ترغب الكنيسة الرومانية الكاثوليكية في البدء في مثل هذه الحرب الواسعة النطاق. مع إنتشار ملياري مؤمن في جميع أنحاء العالم، يمكن أن تؤدي الحرب العالمية بسهولة إلى تدمير أراضيهم. ...ومع ذلك، أعطى هذا الشخص أولوية موضوعية خاصة به وتسبب في تلك الحرب الكبرى لأسباب منفصلة عن أهداف الكنيسة الكاثوليكية الرومانية أو أعضاء مقعد الرب الأيمن."
كان أصلها ومصدرها.
كان أعضاء مقعد الرب الأيمن ملتويًا بما فيه الكفاية، لكنهم لم يتمكنوا من إيقاف ذلك الشخص الذي كان شديد التطرف حتى بالنسبة لهم.
تابعت بيردواي، ناطقتاً بإسمه: "فِيامّا الـــيمين". "لقد كان رجلاً يمتلك ذراعًا يمينًا آخر، ذراعًا مختلفة عن خاصّة ذلك الأبله."
الجزء 2
كانت إتسوا من كنيسة أماكوسا عذراء عاشقة.
على هذا النحو، وعلى الرغم من أن حصن المسبار الراديوي كان يطفو على إرتفاع كبير ويمكن أن يسبب ضررًا يكاد يصل إلى القضاء على البشرية في أي لحظة، إلا أن معرفة بقاء ذلك الفتى كان له تأثير كبير على حالتها العقلية.
كانت إتسوا تحلل أجزاء مختلفة من البيانات في القاعة الرئيسية لكاتدرائية سانت جورج، لكن كفاءتها انخفضت إلى أقل من النصف الطبيعي.
كانت في مزاج جيّدٍ جدًّا
لم تستطع التركيز على أي شيء.
طغت المعلومات التي تدخل جسدها إلى حد كبير على المعلومات التي كانت تدخل من خارج جسدها. كانت العديد من الآراء والأفكار تتطاير في رأسها ذهابًا وإيابًا لدرجة أنها لم تستطع تنظيمها كلها.
ببساطة، كانت تفقد هدوئها بالكامل.
لم يستطع رجل طويل القامة يُدعى تاتِميا سايجي الذي كان النائب السابق للأماكسا أن يتجاهل كيف كانت تتصرف، لذلك اتخذ إجراءً.
ألقى بسيف من الخيزران بخفة تجاه إتسوا.
أمسكت بخجل سيف الخيزران بكلتا يديها.
"؟"
قال تاتِميا:"سأساعدك على تحسين أفكارك باستخدام طريقة قديمة إلى حد ما. أشك في إمتلاكك العديد من الفرص لاستخدام واحدة من هذه منذ أتينا إلى لندن. ماذا عن محاولة القدوم إلي؟ " وسيف آخر من الخيزران على كتفه.
ردّت إتسوا:"أ-أوه، لكن سلاحي المناسب هو رمح ..."بصوت هادئ ومتردد وهي تمسك سيف الخيزران بكلتا يديها.
كان موقفها وحده كافيًا لتقوية الأجواء في المنطقة، لذلك كان عليها أن تكون ماهرة إلى حد ما.
ثم بدأت راهبتان شقراوتان لا تعرفان شيئًا عن الروح اليابانية في الإشارة والهمس بحماس.
"أُنظري يا أيّتها الأُختُ لوسيا! أعتقد أن معركة الساموراي اليابانية ستبدأ!!"
"لا يجب أن تهتف الراهبة في شجار يا أيّتها الأُختُ أنجليني."
قالت أنجيليني وهي تصفق بيديها معًا فوق رأسها:"أراهن أنهما سيقومان بحركة شينكن شيراهادوري! حـ-حيث ستوجّه عليه الرّمح هكذا ومن ثم يكبحه بكلتا يديه!!"
بدأ العرق يتصبب من جبين تاتِميا عند سماعه للفتاة وهي تغمرها الإثارة.
لقد تطورت كنيسة الأماكسا بشكل مستقل مع مطابقة ثقافة اليابان، لذلك كانوا بالطبع يعرفون كل أنواع التعاويذ الشرقية... لكن تقنياتهم كانت متخصصة في المعارك الحقيقية. لم يكن يعرف شيئًا عن تقنيات مثل شينكن شيرادوري التي من شأنها أن تُثبِت بالتأكيد أن المرء محترف وخبير حقيقي لو قام بها على أكمل وجه، لكنها لم تبدوا كتقنيات مناسبة.
ومع ذلك، لم يستطع أن يخون تِلك العيون النقية والمتلألئة.
همست إتسوا:"(أ-أممم، ماذا ســــــــــ-آه، سنفعل؟)
"(…لا خيّار أمامنا.)"
ألقى تاتِميا سيفه المصنوع من الخيزران جانبًا، مما جعله أعزل.
ثم حدّق مباشرة في إتسوا وصرخ قائلاً:
"هلمّي إلي يا إتسوا!! دعينا نرِهنّ بوشيدو شيراهادوري الحق!"
"إيييه!؟ ستفعلها بجدية!؟ قد يكون هذا سيفًا من الخيزران، لكنك لا ترتدي أي شيء يحميك!!"
على الأرجح بسبب صوت إتسوا العالي، بدأت المزيد من الراهبات اللّواتي لم يبدين اهتمامًا حتى تلك اللحظة بالتحشّد، متسائلات عمّا يجري. لم يمضِ وقت طويلاً حتى امتلأت الغرفة الكبيرة بِبضع مئات من الأشخاص. كوياغي و يوشيبوكا اللذان كانا أيضًا من كنيسة الأماكسا انضما إلى الحشد مبتسمان.
لم يعد بإمكان إتسوا التراجع، وانخفض كتفيها.
"ســ-سأبدأ. ماذا عن العد لثلاثة؟"
"لستُ بحاجة إلى أي إشارة من هذا القبيل! هلمّي إلي فحسب!!"
"ثــ-ثلاثة، اثنان، واحد..."
*وهاپ!!!!!*
دوى صوت سيف إتسوا المصنوع من الخيزران عندما أصاب رأس تاتِميا في جميع أنحاء الكاتدرائية.
توقفت حركاتُ الجميع.
ووقفت إتسوا، التي قامت بتلك الضربة بثبات، عاجزةً عن الكلام، وفمها يفتح ويغلق. توقفت يدا تاتِميا بشكل محرج فوق رأسه، مما أوضح للجميع أنه لم يكن قادرًا على الرد على سيف الخيزران في الوقت المناسب.
(لـ-لا بد لي من المواصلة من أجله ...)
نظرًا للمفهوم الياباني للعيش في خزي، فإن ياماتو ناديشيكو المهذّب التي كانت إتسوا قد تحولت أفكارها على الفور إلى السادة الذين يقفون أمامها.
(إن لم أفعل، سيتحول الكاهن السابق إلى رماد أبيض نقي!!)
"كـ-كان ذلك مجرد تمرين، أليس كذلك!؟ لا يهم!!"
لكن تاتِميا حرك شفتيه بصمت ليقول:"أ-أيّتُها الحمقاء. هذا يعني أنه يتعين علينا معاودة الكرّة."
ومع ذلك، ما قيل لا يمكن التراجع عنه.
بدأت المحاولة الثانية.
*وهاپ!!!!!*
النتيجة التي قوبلت بتاتِميا سايجي لم تكن بحاجة إلى شرح.
بدأ الكاهن السابق وكأنه يطفو في الهواء بسبب انحناء ساقيه وركبتيه الضعيفتين، لذلك بدا حقًا أنه سيتحول إلى رماد وتهبّ الرياح في ذلك الوقت.
(عععلي التفكير بشيء!!)
لقد فقدت إتسوا أعصابها.
"أهذا لأن هذا سيف من الخيزران!؟ هذا لا يزن شيئًا مقارنة بالسيف الحقيقي المستخدم في المعارك. إنه خفيف جدًا بحيث لا يمكنك أن تضرب في الوقت الذي تريده!!"
"(... أ-أيّتُها الحمقاء. إتسوا أيّتُها الحمقاء!!)"
في حين كان تاتِميا على وشك القيام بطعنة، تحدث زميله، عضو في الأماكسا، كوياجي.
"ما رأيكِ في استخدام هذا السيف المُقلّد؟ إنه مصنوع من الفولاذ المطروق، يجب أن يكون وزنه نفس وزن السيف الياباني الحقيقي. ...ويعوّض عن افتقاره إلى الحِدّة بكونه أكثر صرامة من الحقيقي."
"كخخخخخواياغي!! أعلم أنك تفعل هذا عن قصد......ءء!!"
*ثد(ضرب)!!!!*
دوى صوت شيء خطير للغاية ارتطم بالجمجمة.
تخلى تاتِميا سايجي عن كل ادعاءات الخجل أو السمعة وإلتلوى مُمسكاً برأسه. أدى عدم قدرة إتسوا على المتابعة إلى زيادة الإرتباك لديها إلى أقصى حد.
"آه واواواواواواواوااااا!!" صرخت وهي تدير رأسها بشكل محموم. "السيف المقلد ليس كافيا!! لا أحد يستخدم واحداً كهذا في معركة حقيقية! يجب أن يكون سيفًا حقيقيًا! إذا كان سيفاً يابانيًا حقيقيًا، سيستطيع الإمساك به لا محالة، ولكن لا يوجد شيء كهذا هنا في الكاتدرائية، لا أستطيع أن أفعل شيئاً حيال ذلك!"
"أوه، لكن هناك واحد. هاكِ، استخدمي هذا البيتيرن - تصميم كانيميتسو توشو."
سلّمت تسوشيما، وهي إمرأة عضو من الأماكسا ذات شعر أشقر رقيق، شيئًا إلى إتسوا بأفضل توقيت ممكن. ونظرت إتسوا إلى تاتِميا سايجي مرتجفة.
في يد الفتاة كان سيفًا من الدرجة الأولى لم يظهر قط في مركز الصدارة في التاريخ.
كان يُعرف أيضًا باسم بوك سلايسر (حاصِد الكتُب)، يقال أنه يستند إلى الأسطورة القائلة بأن حزمة من حوالي 1000 ورقة من الورق الياباني تم قطعها إلى قسمين بحركة خفيفة. ويمكنه فعل ذلك تمامًا مع حدة حافته. ببساطة، كانت ألف قطعة من الورق بمستوى لا يمكن حتى لرصاصة ماغنوم أن تخترقه. كما أن إضافة القوة السحرية إليه من شأنه تنشيط وظائفه كعنصر روحي مع زيادة قوته التدميرية بشكل أكبر. ماذا سيحدث لو تم ذلك؟
قالت إحدى الراهبات وعيناها تلمعان:"أوهه! يبدو أنه سيفلح هذه المرة! هذه المرة سوف يمسكه!! "
عند سماع ذلك، قال تاتِميا بهدوء، "(...أ-أعتقد أننا قطعنا شوطا طويلًا بما فيه الكفاية للحصول على جائزة لجهودنا، لذا أريحي ذراعيك الأن يا إتسوا...)"
"لا." جرَّدت إتسوا السيفه من غمده، وبدت أنها تجهز نفسها. "لن أزيدك من الإذلال يا تاتِميا-سان. بعد أن أشعرتُك بالإذلال لمرات عديدة، من واجبي على الأقل تزيينك بالجمال المثالي. سيكون كل شيء على ما يرام طالما سيرتفع شأنك في النهاية."
"ل-لقد تعدى الوضع مستوى العار!! لو جابهتها وجهاً لوجه، فسأصبح جُثّة للمساعدة في التدريس لفصل عِلم التشريح! إذا كنتِ تصرّين على القيام بذلك، على الأقل كوني لطيفة وأبطأي وتيرتكِ لِكَي أ—آه!؟ انتظر، هل هذه من الأوقات التي يشعر فيها الشخص الذي يشعر بأنه محاصر بإستيقاظ قدرة تفوق ما لديه عادةً!؟ حـ-حسنًا، أحتاج إلى فهم الموهبة المخبأة بداخلي وأبذل قصارى جهدي لأصبح البطل الجديد!!"
دوى الصوت المخيف لهذا السيف الممتاز الذي يقطع الهواء.
ما المصير الذي سيجلبه هذا النصل عندما يتحرّك صوبَ أحد؟
لنكتِشف الأمر في المرة القادمة!!
الجزء 3
خرج أكسليريتور إلى شرفة المسكن.
لمّا ذكرت ليفينيا بيردواي إسم فيامّا اليمين، بدأ هاتفها الخلوي في الرنين. على ما يبدو، كانت المتّصلة أختها الصغيرة باتريشيا، لذلك علّقت وقت المحاضرة مؤقتًا.
نَظرَ إلى ما وراء السور.
كانت الشمس قد غربت تمامًا، مما أدى بالمدينة إلى ظلام دامس. كان المشهد مناسبًا تمامًا لطبيعته الأصلية.
استدار واتكأ بظهره على الدرابزين يشرب كوب قهوة.
لقد سئِم من مدى إتّساع العالم.
لم تكن المدينة الأكاديمية هي كل ما في العالم. لم تتحكم تلك المدينة في كل الأحداث الغامضة في العالم. كان يشعر بذلك بشكل غامض أثناء الحرب، لكنه لم يعتقد أبدًا أن الأمر كان بهذا الحد.
كانت مجرد قطعة واحدة.
حقيقة أن كل تلك المعارك وكل تلك الوفيات كانت بعيدة عن المركز الحقيقي لها كلها قد سلبت قوة أكبر بكثير من صميم أكسليريتور مما كان يتوقع.
ثم سمع صوتًا مألوفًا.
لم يكن قادمًا من داخل الغرفة.
بل كان قادمًا من الجانب الآخر من اللوحة المقاومة للحريق التي فصلت تلك الشرفة عن الغرفة المجاورة.
"هاي. هل تشعر بالإكتئاب لأنك واجهت شيئًا أكثر ركودًا عندما كنت تعتقد أن الظلام في المدينة الأكاديمية قد تلاشى؟"
قال أكسليريتور منزعجًا:"تسوتشيميكادو..."
تمامًا مثل أكسليريتور، كان تسوتشيميكادو موتوهارو ينتمي لمُنظّمة "غْروبْ"، وهي وحدة للقلة المختارة.
"ماذا بحق الجحيم تفعل هنا؟"
"كان يجب عليك إجراء بحث قبل دخولك ذلك البيت. أنا أعيش في البيت المجاور."
"تبّاً."
"في الواقع، أمامي الكثير من وقت الفارغ الآن بعد أن اختفت المجموعة. أنت الشخص الذي تسبب في ذلك، لذا على الأقل عوض عن ذلك بإبقائي صديقاً في الوقت الراهن."
صمتَ أكسليريتور.
أخيرًا، فتح فمهُ ليتحدث.
"ما مقدار ما تعرفه عن الفريشمن؟"
"قدر كافٍ. كنت أتوقع ظهور شخص مثلهم."
إتكأ تسوتشيميكادو على الدرابزين وهو يبتسم.
كيف رأى الوضع يا تُرى؟
هل شعر أنه هرب من الظلام؟ أم شعر أنه سُلبَ منه؟
"... ربما يكون أونابارا وموسوجيمي ممتنّين، على الرغم من أنهما لن يعترفا بذلك. ربما يكونان في حيرة من أمرهم الآن، ولكن هكذا سينتهي بهم الأمر بمجرد اكتشاف شعورهم الفعلي حيال الموقف. على الرغم من أنني لستُ متأكدًا مما إذا سيكونون قادرين على ترك المشاكل التي تُركت كقضيّة أيْواسْ ودراغون."
"التحدث عن الأشخاص غير الموجودين هنا لن يساعد في شيء"، هذا ما قاله أكسليريتور. "…ماذا عنك؟"
"حقيقةً،" تراجعت إبتسامة تسوتشيميكادو بعض الشيء. "بصراحة، إنها ليست قضية جيدة أو سيئة بالنسبة لي."
"..."
قال تسوتشيميكادو:"حتى مع تفكك الظلام في المدينة الأكاديمية، لا يزال لدي أشياء لأفعلها. بعد كل شيء، أنا لست مجرد جاسوس للجانب العلمي. أنا مرتبط ارتباطًا وثيقًا بظلام المنطقة التي خطوتها قدمًا واحدة، لذا سأستمر في نفس الأمر كما كان من قبل. لكنني سأحرص على عدم الغرق في مستوى أكثر مثل الفريشمن. سواء كان للأمر أي تأثير حقيقي أم لا، أنا ممتن لأنك حاولت مساعدتي ومساعدة الآخرين من حولنا."
إمتنع أكسليريتور عن الكلام.
ابتسم تسوتشيميكادو لذلك.
"أمنعكَ من غسل يديك من هذا الظلام، لكن عليكَ أن تبني موقفك الخاص. إنّ تَجاوُزت الخير والشر ليس عذراً لأن تصبح شخصًا نذلًا غير حاسم لا يختار أيًا منهما. إنه مسار أصعب بكثير من مجرد الإعتماد على شيء يسهل فهمه مثل الخير أو الشر."
فجأة، سمع أكسليريتور خطى صاخبة على الطريق المؤدي إلى الجزء الأمامي من المسكن. تجاهل أحدهم الصراخ بالتوقف عن القدوم من الرجال الذين يرتدون ملابس سوداء كاملة، وفتح الباب الأمامي.
"هل هذا هو مسرح الجريمة، أيها القط اللص!؟ تتحدّث ميساكا كميساكا وهي تلفّق التّهمة!!"
"يا عزيزي!!! جاءت ميساكا لتقوم برمي منفضة سجائر زجاجية عليك أثناء قيامك بخيانة زوجية!!"
في حين سماعهم لذلك الصراخ، استعد تسوتشيميكادو بصمت من السور خلف اللوحة المقاومة للحريق وتراجع إلى غرفته.
"ما الذي يفعلانه هنا ...؟" تمتم أكسليريتور بانزعاج عندما اقتربت منه ميساكا وورست بيدها حقيبة ورقية صغيرة تحمل اسم علامة تجارية تتدلى من يدها اليسرى والتي لم تكن في فريق التمثيل.
"يوووهووو!! هاجمت ميساكا بعض المواقع الحصينة للفريشمن ووجدتُ بعض الأجزاء الاختيارية الممتعة! دعونا نحظى ببعض المرح في إعادة تصميم تلك الفتاة النرجسية الكوول مع آذان وكفوف القط إصطناعية!!"
"غيااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااه!؟"
بدت ميساكا وورست سعيدة بسماع صراخ قادم من الحمام، لكنها بعد ذلك رأت مالك الغرفة، كاميجو توما. بنظرة محيرة على وجهها، اختبأت خلف ظهر أكسليريتور.
"ما الذي تفعله بحق الجحيم؟"
همست:"ميساكا لديها شعور بأن هذا الولد خطير ...يبدو أنه سيتصرف بحرية من أجل كلّ ميساكا، لكن هذا النوع من الأفعال يشبه إنكار قيمة وجود وحدة ميساكا هذه، لأنها إحدى الخبيثات داخل الشبكة ..."
وفي الوقت نفسه، كانت فريميا و بيردواي داخل الغرفة يحدقان في لاست أوردر ينتابها الشك. ولمّا لاحظت إقترابهما منها...
"إذن إحداكما هي العدو!! تتحدث ميساكا كميساكا من أجل تأمين موقفها الميؤوس منه!!
تمتم أكسليريتور: "يالهُنّ من مزعجات..."
الجزء 4
جلست أخت تسوتشيميكادو موتوهارو الصغرى، تسوتشيميكادو مايكا، بطريقة رسمية فوق روبوت تنظيف. كان الوقت ليلاً، وكان وقت العودة إلى المنزل بعد المدرسة وهي تتجه على مهل عبر ممر في المدينة الأكاديمية.
نادت فتاةٌ مايكا.
"مرحبًا يا مايكا."
"أوه، ما الأمر يا كوموكاوا؟"
بينما كانت مايكا لا تزال جالسة جلسة رسمية، قامت بضرب روبوت التنظيف بكفها كي يتعطّل حتى يتوقف.
بينما كانت تتحكم بشكل كامل في روبوت التنظيف هذا، وقفت فتاة ترتدي زي خادمة بجانبها. كانت كوموكاوا ماريا، زميلة في الفصل ذات حجم صدر متوسط وشعر أسود طويل مجعّد.
لكن…
"...زي الخادمة الخاص بك غامض المظهر أكثر من ذي قبل. يجب ترك هذا النوع للمقاهي في منطقة الإلكترونيات."
قالت الفتاة وهي تلعب بالحلقة السوداء في شعرها: "لدي هدف مختلف".
كانت ترتدي تنورة قصيرة، كورسيه ملونًا، وبطاقة تعريف على شكل أرنب متصلة بتنورتها، لكنها في الواقع تمتلك أفضل الدرجات في مدرسة ريوران لتعليم الخادمات.
"بخلافك، هدفي ليس تقديم الدعم للآخرين."
"لقد أخبرتِني ذلك مرات لا تحصى بالفعل."
"لحسن الحظ، لدي ما يسمونه الموهبة. وهذا ينطبق على تطوير ذوي القدرات الخارقى في المدينة الأكاديمية وكذلك على المدارس والرياضات. ...لكن بعد ذلك نادراً ما دخلت في أي مآزقَ حقيقية. الإستمرار في العمل دون التعرض لأي ضرر حقيقي أمر جيد، لكنني سأكون في مشكلة إن لم يكن لدي أي حصانة من هذا النوع من الأشياء بمجرد أن ينتهي بي المطاف في مأزق سيء جداً. لهذا السبب أريد أن يتضرر كبريائي إلى مستوى لا يتحطّم فيه. مثل خدمة أولئك الذين من الواضح أنهم أدنى مني."
"نعم، نعم، لقد سمعت ذلك بالفعل. *تجشؤ*."
"…ماذا دهاكِ؟ كنتُ سأستمر على الجانب الجيد." كان الإستياء مرتسماً على وجه كوموكاوا. "ولكن كان ذلك أحد التوابل الممتازة. لقد تضررت كبريائي للتو. هذا يعني أن قوتي سترتفع مرة أخرى! كم هذا رائع!!"
"آه، زميلاتي في الدراسة اللواتي يعملن جميعًا بمفردهن مزعجات حقاً."
"والأهم من ذلك يا تسوتشيميكادو ..."
"ما الأمر يا كوموكاوا؟"
"بدوتَ متحمسًا للغاية قبل أن أناديك. هل حدث شيء؟"
"أنا مذهول تمامًا لأنني رأيت أحداً اعتقدت أنه ميت فجأة يظهر أمامي."
"تطوّر مشوق!؟ همم، ولكن إن تدخلتُ بشكل فخم للغاية، فسوف ينتهي بكبريائي بالتضخم بعد أن تمكنت من تحطيمه... يمكن أن تكون موهبتي مشكلة."
"آسف، لكن هذا الشخص هو صديقي، أيّتها فتاة سيئة الفهم اللعينة."
"فهمت… فهمت!! اليوم يوم تقوية كبريائي!! هل سأكون قادرة على التعامل مع كل هذا الحظ السعيد ...!؟"
تمتمت مايكا بإنزعاج: "إنها ليست خاسرة حسّاسة، لكنها تمكنت من أن تكون أكثر إزعاجًا."
كانت زميلتها في الصف العبقرية، كوموكاوا ماريا، تستلم من جديد طلبات خبيرة غير كفؤة وغبية.
الجزء 5
يمكن تقسيم العالم إلى مجموعات قليلة مختلفة.
إعتمادًا على الأساس المستخدم لتقسيم الأشياء، سيتغير تلوين خريطة العالم، لكن ما يلي كان أحد التقسيمات المحتملة.
يوجد الجانب السحري الذي كان عبارة عن تجميع للأشياء الغامضة والغيبيات والمعجزات التي أثرت على العالم بطرق مختلفة منذ الأزل.
ويوجد الجانب العلمي الذي كان موجودًا منذ العصور القديمة ولكنه بدأ فقط في إدراك وجوده في الآونة الأخيرة عندما بدأ بسرعة في إعادة رسم المعرفة العامة للعالم.
وجانب ثالث تأثر بشكل كبير بالإثنين ولكن لم يكن يدرك جيدًا وجودهما. وهذا هو الجانب الطبيعي.
حتى في وقت قريب جدًا، كان من الممكن وصفه بأنه سليم أو هادئ، لكن ذلك أصبح أكثر صعوبة بسبب الحرب العالمية الثالثة.
لكن بينما خلفت تلك الحرب ندوبًا كثيرة ورائها، كان لدى الناس العاديين قوة تسمح لهم بالعودة إلى حياتهم الطبيعية.
"زوجي بعيد عن المنزل من أجل وظيفته، وابنتي تعيش في مهجع. لا أحب هذا الجو بتاتاً، لكن من الجيد أن لا أقلق بشأن موعد عودتهم." قالتها إمرأة تدعى ميساكا ميسوزو.
كانت زوجة وأم لطفل واحد، لكنها كانت أيضًا طالبة جامعية. بعد إكتسابها للقدرات والإيقاع المطلوبين للعمل كربة منزل، اخترقت ميسوزو حاجز الإمتحان وعادت إلى حياة الطالبة.
كانت ليلة في شهر نوفمبر، ولكن تم إبقاء المسبح الداخلي لنادي اللياقة البدنية في درجة حرارة خفيفة.
كانت امرأة أخرى مغمورة بالماء بجانبها.
"زوجي أمامه رحلات لاتعد ولا تحصى ويبدو أنه لن يستقر في المنزل أبدًا، هذا يشعرني بالخوف."
كانت كاميجو شينا. بالصدفة، كانت أيضًا أمًا لولد أعزب وزوجة لزوج بعيد عن وظيفته.
بالمناسبة، أولادهما في المدينة الأكاديمية ينبعثون من الشرر. لم يكن أزواجهما من الجانب العلمي الشبيه بمانجا الشونين أو الجانب السحري. بدلاً من ذلك، كانوا من نوع مختلف من "الجانب الآخر"، مثل شيء من مجلة أعمال حيث يشاركون في لعبة مالية حيث لم يعرفوا من هو الآخر. ومع ذلك، فإن الزوجتين اللتين بدأتا أصغر من أعمارهن الفعلية لا علاقة لهن بذلك. ما كان مهمًا بالنسبة لكليهما هو الطفو على سطح الماء والقيام بتمارين الأيروبيك المضادة للشيخوخة.
ألقت ميسوزو نظرة خاطفة على المعدات التي تأخذ شكل معصمها والتي استعارتها من نادي اللياقة البدنية لمعرفة ما إذا كانت قد وصلت إلى المستوى المستهدف من التمرين.
"لكن لماذا أتيت فجأة إلى هنا اليوم؟... "
"نعم نعم. في الحقيقة، كنت قلقة بشأن شيء ما أو بالأحرى... (اختفى توما-سان فجأة، ثم رأيته على حافة تقرير من روسيا. وبعد ذلك عندما سألتُ المدينة الأكاديمية بشأنه، كانت إجاباتهم مبهمة.)...لهذا لم تكن لدي أيّ طاقة لازمة لأية هوايات."
جزء مما قالتْهُ كان بهدوء من ثم بسرعة، لهذا لم تتمكن ميسوزو سماعها جيّداً، لكنها قامت بإبتسامة يابانية غامضة ردًا عليها.
في هذه الأثناء، إنقلب ميزان أفكار شيينا، وبقيت تتحدّث على نفسها فقط.
"(وبعد ذلك اليوم، تواصلت المدينة الأكاديمية معي فجأة ليخبروني أنه عاد. وعندما عاودتُ التواصل معهم ليخبروني عن أخباره، لم يخبروني بأي شيء على الإطلاق. أخبِروني ما الذي يحدث؟ هذا بدون شك بسبب دم تويا-سان في عروقه. هيه هيه هيه. يا ربّي... قد يينتهي بي الأمر برمي مشغل البلوراي على توما-سان أيضًا. هههههههه.)"
رأت ميسوزو ظلًا مُخيفًا يبدأ في الظهور على تلك الإبتسامة، فتراجعت.
دُفع آباء وأطفال في معركة من شأنها أن تقرر مصير العالم بدون عِلم أحد، لكن الأشخاص الطبيعيين بالكامل الذين قادوا من شارك في المعركة ربما يكونون عنصرًا خفيًا يمكن أن يؤثر بسهولة على تاريخ بشرية.
الجزء 6
"فيامّا اليمين."
بعد إستراحة قصيرة، واصلت بيردواي المحاضرة.
واصلت بعد أن ركز الجميع عليها.
"كان زعيمَ أعضاء مقعد الرّب الأيمن، الجانب المظلم الحقيقي للكنيسة الرومانية الكاثوليكية، لكنه كان مهرطقًا. على عكس الأعضاء الآخرين، لم يتخذ وحدَه إجراءات ضمن فئة المسيحية."
تصلّب تعبير كاميجو قليلاً.
لكن كان هنالك شيء آخر غير العداء الخالص في هذا التعبير.
"ومع ذلك، كانت قوته حقيقية. في البداية، كانت عليه قيود مختلفة، لكنه تمكن من التخلص منها أثناء إرتباك الإنقلاب في إنجلترا. بعد ذلك، لم يستطع أحد تقريبًا الوقوف في وجهه. لعِبت العديد من القوى المختلفة دورًا في الحرب العالمية الثالثة مثل المدينة الأكاديمية والكنيسة الأنجليكانية والكنيسة الرومانية الكاثوليكية والكنيسة الأرثوذكسية الروسية، لكن فيامّا اليمين كان يتمتع بقوة بحيث يمكن إضافته بسهولة إلى تلك القائمة."
لم تكن قضية أُمّة مقابل أُمّة.
كانت تلك الجماعات تحالفات دول متعددة. ويمكن إضافة إسم فيامّا اليمين إلى جانبهم.
بدأ يتذكر كاميجو توما كيف كان مرعبًا.
المصنّف الأول، أكسليريتور، تخيل مدى رعبه الذي كان عليه.
مجرد سفّاح، هامازورا شياجي، لم يكن قادراً حتى على تخيل مدى رعبه.
"ببساطة، إذا كان فيامّا اليميني قادرًا على إطلاق كامل قوته الخاصة المخزنة في جسده، لكان العالم قد إنتهى. لهذا السبب سيطر على الكنيسة الرومانية الكاثوليكية التي كانت تخشاه، وانضم إلى الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، وحارب المدينة الأكاديمية والكنيسة الأنجليكانية... كان كل ذلك من أجل تهيئة الظروف اللازمة ليفرج عن القوّة التي تكمن في ذراعه اليمنى. هذه هي الحقيقة وراء الحرب العالمية الثالثة."
حرب نشأت من أجل ذراع واحدة يمنى.
أكسليريتور وهامازورا شياجي صمتا أثناء التحديق في عالم السحر وقوة هائلة خارقة للطبيعة التي كانت مخبأة وراء حرب عالمية.
سأل هامازورا أخيرًا:"ما الذي كان يحاول هذا اللقيط فياما أن يفعل؟"
أجابت بيردواي بصراحة: "الجواب بسيط للغاية."
لم تكن تلك الحرب سوى سبيل واحد كان يستغلّه.
شرحت بيردواي بسهولة ما كان يدور في ذهن المستبد الذي رآه بهذه الطريقة.
"أراد تصحيح التفاوتات في العالم. لقد أراد إيقاف مأساة حدثت بسبب العديد من المصادفات التي كان لكل منها إحتمالية حدوثها بالغة الضآلة لدرجة أنه يمكن بسهولة تسميتها بالمعجزات. أراد إحلال السلام في العالم. أراد أن يجعل الجميع سعداء. ...لم تكن أفكاره بحد ذاتها غير عادية. "
"ما علاقة هذه الأشياء بتلك الحرب؟ أليس هو من بدأها؟"
"بالنسبة لفياما، كل ما يهم هو الكمال لذراعه اليمنى. لقد كان يعتقد أن لديها القوة الكافية لإنقاذ العالم بأسره لأنه، بصورة ما، كان ذلك ممكنًا فعلاً. ...ربما كان ملتويًا في حقيقة أنه يمتلك القوة التي يمكن أن تنقذ العالم بوضوح. على الرغم من وجود طرق أخرى لإنقاذ العالم، لكنه لم يعد بإمكان فياما رؤية أي منها سوى أسلوبه."
قد يعتقد الخبازون المحترفون أن الفرن ضروري لصنع الخبز.
لكن يمكن صنعه في الواقع بجهاز طهي الأرز أو ميكروويف. كان عليك أن تمر ببعض الإجراءات الخاصة وسيستغرق الأمر جهداً منك لإعداد الأدوات الاّزمة، لكن الفرن لم يكن ضروريًا تمامًا. لكن المِحترفين الذين على دراية بالغة بالطريقة العادية لن يتمكنوا من تحرير أنفسهم من مفاهيمهم المسبقة والتصورات المسبقة.
كان لدى فيامّا اليمين القدرة على إنقاذ العالم بطريقة طبيعية منذ ولادته، لذلك بالنسبة له، كانت تلك المعرفة على نفس مستوى معرفة أن البشر يسيرون على قدمين.
وأضافت بيردواي: "إنه لأمر مخز أنه رحل بصراحة. فعلى سبيل المثال، بسبب فيامّا نفسه، ولكن الأهم من ذلك دراسَته قد تكون مفيدة في تحليل ما يكمن في مكان أعمق، ولكن... الشكوى من شخص إختفى لن تساعد في شيء."
"الحرب قد انتهت. العالم لم يتغير. ما زلنا في هذا العالم الذي يفتقر للمساواة، ولدينا الحرية في الفوز أو الخسارة من أجل المساواة. ...أفهم أن خطة فيامّا من اليمين لم تتحقق في النهاية، "سأل هامازورا كما لو كان يتحقق من هذه الأمور واحدًا تلو الآخر.
إبتسمت بيردواي إبتسامة صغيرة وغريبة.
"إلّا أن السلام لم يحل على العالم كما هو الحال في بعض ألعاب تقمص الأدوار الرخيصة."
"؟"
"كانت تلك الحرب لغرض إعادة القوة إلى لذراع فيامّا اليمين اليمنى، لكنه جر محيطه إليها أكثر من اللازم. كان جانبه وحده هو الكنيسة الرومانية الكاثوليكية والكنيسة الأرثوذكسية الروسية... وأظن أن الجيش الروسي كان قوة عسكرية طبيعية أكثر. كان العدو هو الكنيسة الأنجليكانية وقوات الجانب العلمي من المدينة الأكاديمية في المركز. تلك كانت القوى التي دخلت في صراع مباشر. إن أُضِفتَ للأشخاص الذين وجدو نفسهم فيها بشكل غير مباشر، فربما تجد أن الأشخاص الذين لم يتأثروا تمامًا بالحرب هم أقلية. وهذا ينطبق على الجانب السحري والجانب العلمي وحتى الأشخاص العاديين الذين ليسوا جزءًا من أي منهما."
قال كاميجو: "إن مجرد توصل فيامّا وحده إلى التفاهم لم يكن كافيًا لكل من حوله ليغمد سيوفهم.... قلة قليلة من الناس فهموا هدفه. حتى من إتفق معه قليلون. ولا يهم حقًا ما الذي كان يبحث عنه فياما. وأولئك الذين يساعدون فياما، أولئك الذين يعارضونه، وأولئك الذين لا علاقة لهم به... كل من شارك في تلك الحرب كان من أجل تحقيق أهدافه الخاصة. لهذا، طالما لم تتحقق أهدافهم، وجد بعضهم أن إنهاء الحرب سيكون مشكلة."
الذين نفوا إنتهاء الحرب.
الذين أنكروا العالم الجديد.
والذين لم يهتموا ما إن تسببوا في مأساة عالمية طالما أنهم قادرون على تحقيق أهدافهم الخاصة.
"أتقولين أنهم...؟"
ردّت بيردواي بإبتسامة: "نعم، هكذا 'هم'. لقد وصلنا أخيرًا إلى الموضوع الحقيقي المطروح. جلبتهم الحرب العالمية الثالثة. في الأماكن المظلمة من العالم، 'يمتلكون' قوة لا يفهمها معظم الناس."
- الجزء 7
استيقظت قربة الماء الساخن، فريميا.
كانت نائمة أثناء جلوسها في حجر هامازورا وجسمها السفلي تحت الكوتاتسو، لكنها أنها استيقظت عندما حاول هامازورا النهوض لأنه كان يرغب بالذهاب إلى متجر.
شعرت فريميا أن هامازورا سيخرج، وأمسكت بملابسه بيدها الصغيرة.
"نيااا..."
"لا أدري ما إن كنتِ نصف نائمة، لكن لا يمكنني فهمك ما لم تستخدمي قدراتكِ في مجال اللغة على أكمل وجه."
"لا شيء لأفعله... ملل... إبقَ هنا يا هامازورا..."
"عندما تبقى هنا لفترة طويلة، تنامُ ساقاي."
"مكاني."
يبدو أن فريميا ليس لديها نية للتحرك.
فجأة، سمع هامازورا جلبة قادمة من الباب الأمامي للمبنى المكون.
"مه؟ قالت فتاة:"أعتقد أني سمعت للتو صوت هامازورا من هنا."
وبعد ذلك أدار أحدهم مقبض الباب دون أن يكلف نفسه عناء قرع جرس الباب على الرغم من كونه مسكنًا لشخص غريب لا يعرفونه.
"هامازورا، هل أنتَ هنـ—"
تاكتسوبو ريكو، فتاة ترتدي بدلة رياضية وردية، تراجعت وتجمدت في مكانها.
لقد رأت ذلك.
حبيبها، هامازورا شياجي، كانت فتاة شقراء صغيرة مجهولة تجلس في حجره. من شأن هذا الموقف أن يجعل المرء أكثر الناس حسدًا في العالم، ولكن إذا قمت بذا مع شخص قابلته للمرة الأولى، فإنك بالتأكيد تنتهك القوانين. عند رؤيتها لهذا الموقف، فُتحت عيون تاكتسوبو النعسانة على مصراعيها.
ضغطت بقبضتها بقوّة مقبض الباب إلى أن سحقته بوجه خالي من التعبيرات.
"... هامازورا، ماذا تفعل...؟"
"لابد أن موضع المؤثرات الصوتية تلك التي تصدر صريرًا وتكسرًا متخلفة عن مكنها!! لم أكن أعتقد أنكِ من هذا النوع من الشخصيات!! لا تخبروني أن هذه موغينو قامت بتعديل وجهها لتشبه تاكيتسوبو من جديد!!"
قال ذلك، لكن تاكيتسوبو ريكو كانت فتاة شجاعة نجت في الجانب المظلم للمدينة الأكاديمية بينما كانت كريستالة الطاقة تنهش جسدها. لم تُبرِز قوتها الكاملة بشكل طبيعي أمام الملئ لربما لم تُتح لها الفرصة أبدًا لاستخدامها نظرًا للآثار الجانبية المختلفة، لذلك قد لا تكون قوتها في الواقع أقل من المتوسط.
"اختفيتَ فجأة خلال النهار، ولم أستطع التواصل معك، وقضيتُ الكثير من الوقت في البحث عنك، كي أجدك مسترخيًا في غرفة داخل الكوتاتسو تغازل فتاة وجهها مألوف... "
"إيه؟ هذا لا يعتبر غشًا، صحيح؟ إن فارق السن هذا غير وارد!! وفقط لكي تعرفي، المهمّ هو أن تكون الفتاة كبيرة، لذلك لا تقلقي يا تاكيتسوبو!!"
"...تقول كينوهاتا دائمًا أنك الأفضل يا هامازورا، لكني أشعر بخيبة أمل بعض الشيء..."
كانت فريميا على وشك الوقوع في عالم الأحلام، لذلك بدأت تتحدث من أجل تهدئة تاكيتسوبو على الرغم من عدم معرفتها عما يتحدثان عنه.
"فغياااه. لا تتفوهي بكلام سيء عن هامازورا. أصلاً، قد يبدو ميؤوسًا منه، لكنه الشخص الذي خاطر بحياته وأنقذني. ...*غمغمة، غمغمة*... "
لمّا سمعت تاكيتسوبو ذلك، ثنت جانب الباب الذي كانت تُمسكه دون القيام بتعبير.
"لا أحد يعرف ذلك أفضل مني!!"
حاول هامازورا تهدئة تاكيتسوبو قائلاً:"مهلاً يا تاكيتسوبو!! إنها مجرد طفلة!!" بشكل محموم لأنها بدت وكأنها على وشك تفتيت الباب المعدني وضربهما به مرارًا وتكرارًا.
بعدها قاتلتين دخلتا.
دخلتت كينوهاتا ساياي و موغينو شيزوري إلى الغرفة ودفعا تاكيتسوبو بعيدًا عن الطريق.
”تاكيتسوبو-سان اتصل به أولاً!! ولكن إذا لم أكن أخيرًا، فلا يزال بإمكاني تجنب أن أكون أرنبًا مهينًا !! "
"أيتُها الغبيةكينوهاتا!! إهتمي بشؤونكِ ولا تتدخلي في شؤون الآخرين!!"
عندما صرخ الاثنان على بعضهما، اتجها نحو هامازورا. يبدو أن من سيلمسه أولاً ستكون هو الفائزة.
من موقعهما الحالي، يبدو أن كينوهاتا ستكون أسرع قليلاً، لكن...
"ساقي أطول!!"
ضربت ركلة موغينو الشبيهة بالرمح وجه هامازورا بلا رحمة.
"بواهه!؟"
تجاهلت موغينو صراخ هدفها المضحك وقامت بوقفة منتصرة.
"تمام!! تمّ تجنّب العقاب!!"
"لابد أنكِ تمزحين... هذا الإذلال على مستوى سيبقيه في كتب التاريخ قد وقع لي!؟"
بدأت موغينو وكينوهاتا بالصراخ على بعضهما البعض مرة أخرى، على ما يبدو لم يلاحظا فريميا التي كانت لا تزال جالسة في حضن هامازورا. على الأرجح، ستنخفض معنوياتهما قليلاً في بضع عشرات من الثواني.
قبل أن يحدث ذلك، طرحت تاكيتسوبو سؤالاً بتعبير محير.
"هاه…؟ كان عليك أن تلمسيه؟"
تدور كل من موغينو وكينوهاتا حولها.
كان من الواضح من سيخضعون للعقاب.
- الجزء 8
وجاء الوقت الإشكالي.
استيقظ فريميا سايفلون من النوم على حجره، ربما لأن هامازورا قد تحرك قليلاً عندما تلقى تلك الركلة على وجهه.
عندما إلتقت نظرتها بموغينو، اتخذت موغينو بشكل غريزي خطوة إلى الوراء.
بعد كل شيء، كانت فتاة صغيرة تبدو تمامًا مثل فريندا كانت تنظر إليها!!
"شبح!؟ هل وصل تحليل المدينة الأكاديمية لجسم الإنسان إلى هذا المجال!؟"
"إنها بالتأكيد تجعل نفسها تبدو شابة للغاية لفتاة ميتة!! ...هم؟ بأي فرصة خارقة، هل هذه هي الفتاة التي ذكرت المصنف الأول...؟"
"... نيااه..."
فركت فريميا عينيها لأنها كانت نصف نائمة.
ضغط هامازورا على أنفه وقال:"... آو آو آو. ها-هذا صحيح. اسمها فريميا سايفلون. يبدو أنها أخت فريندا الصغيرة."
فريميا لاحظت أن اسمها قد نُطق، لذلك نظرت حولها بعيون جاحظة.
شعر هامازورا أنه كان عليه أن يقدم الآخرين إلى فريميا الآن بعد أن قدمها لهم.
"أه، فريميا. هذه هنا تُدعى موغينو شيزوري، وهي..."
بعد أن وصل إلى هذا الحد، خطر بباله سؤال.
كيف كان من المفترض أن يشرح ذلك؟
بدأ عرق يتصبب من ظهره.
لم يستطع أن يقول بالضبط إنها السيدة التي غضِبت وقطعت أختها إلى نصفين. لكنه شعر أيضًا أنه كان من الصعب للغاية إخفاء الأمر تمامًا والقول إن موغينو كانت شريكة لـفريميا لأنهما هربا من ظلام المدينة الأكاديمية.
بينما ظل هامازورا متجمدًا في مكانه، تحدثت موغينو بشكل عرضي.
"أنا الفتاة التي قتلت أختك. سعيدة بلقائك."
صرخ هامازورت:"هااااايييي!!" وحرك فريميا من حجره لجانبه.
ثم حاول الإمساك بذراع موغينو ونقلها إلى حافة الغرفة، لكنها بدلاً من ذلك أدخلته في قفل مشترك. وبينما كان يصرخ من الألم، تمكن بطريقة ما من الإبتعاد قليلاً عن فريميا.
يبدو أن فريميا كانت لا تزال نصف نائمة ولم تفهم ما قالته موغينو.
"... ما الذي قُلتِه بحق الجحيم يا موغينو-سان!؟ لاتتسرّعي هكذا!! لا يمكنكِ مصارحتها بهذه السرعة!! لماذا أصبحتِ صريحة وتفتّحتِ عليها فجأة!؟"
"أصبحتُ نقية."
"هذا ليس بالضبط شيء نفخر به هنا!! يا ربّي. فريميا تنظر إبينا. سأذهب لأقول شيئًا لخداعها، لذا لا تجعلي هذا الموقف أكثر تعقيدًا مما هو عليه بالفعل!!"
بعيون جاحظة، بدأت فريميا تقضم أحجية ثلاثية الأبعاد، وكان على هامازورا أن يخبرها أنها ليست تفاحة. بدأت موغينو في مشاهدتهما، لكنها أدركت بعد ذلك أن هيئةً جديدة قد دخلت الغرفة.
كان أكسيليريتور عائداً من المتجر حاملاً علبة قهوة.
"المُصنّف الأول، هاه؟"
"لا تهمّني طريقة تصنيفنا المُتكلّفة هذه البتّة. ولكن الأهم من ذلك، لماذا بحق الجحيم أنتِ هنا؟"
لو كانت المحادثة بين أُناس عاديين، ستختفي محادثة ببساطة بين الأصوات الدنيوية للمدينة، ولكن مع هذين الإثنين، الأمر مختلف. مجرد كلمات قليلة منهما بدّلت جو تلك الغرفة.
استمرت موغينو قائلة: "تصادف أن إلتقيت بأحد أقارب فتاة قتُلتها منذ فترة. لقد أخبرتها بذلك، لكن لا يبدو أنها فهمتني." دون تغيير تعبيرها.
"..."
"منذ أن كنتُ متورطة بعمق في الظلام، فإن احتمالات اعتقالي أو تقديمي للمحاكمة معدومة تقريبًا. ...على هذا النحو، شعرت أن هذه هي الطريقة الوحيدة بالنسبة لي للتعويض عن جريمتي."
"لو أردتِ تبرئة نفسكِ بهذه الطريقة، فلا بأس. ولكن إن كان ذلك سيؤذي إلى جر شخص آخر إلى الظلام، فأعيدي النظر في أولوياتكِ."
"إذاً سأتأكد من عدم حدوث ذلك. وسأستخدم كل الوسائل التي يتطلبها ذلك. ليس لدي أي نية للإعتماد فقط على ما هو جيد."
كان هذا هو أقصى ما وصلت إليه المحادثة.
المصنف الأول والمصنفة الرابعة. لم يكن هذا المهجع المكون من غرفة واحدة واسعاً، لكن من الواضح أنهما أخذا مسارات مختلفة.
- الجزء 9
من أجل السماح للأشياء بالمضي قدمًا بسلاسة، قرر هامازورا جعل أعضاء آيتِم يقضون بعض الوقت في الخارج.
على هذا النحو، دفعهُن من ظهورهن بينما كان يتوسلهم للمغادرة.
"اخرجن! أخرجن فحسب! زي الأرنوبة؟ سوف أتأكد من رؤية ذلك. يمكنكِ الإعتماد على ذلط!! لن أفوّت ذلك. في الواقع، سأجعلكن ترتدين زي الأرنوبات!!"
نتيجة لذلك، تفرّقن مع الطريق بنظرات مستاءة على وجوههن (بما في ذلك حبيبته المفترضة تاكيتسوبو).
عندما عاد هامازورا إلى الكوتاتسو، بلغت بيردواي إلى جوهر الموضوع المطروح.
بدأ بسؤالٍ من أكسليريتور.
"إذن، من 'يكوننون' بالضبط؟"
كل شيء ناقشوه حتى ذلك الحين مجموع في ذلك السؤال.
من أجل شرح ذلك، كان من الضروري طرح الكثير من التفسيرات الأولية.
"المدينة الأكاديمية، والكنيسة الأنجليكانية، والكنيسة الرومانية الكاثوليكية، والكنيسة الأرثوذكسية الروسية، وجميع القوى الأخرى التي انخرطت في هذا الصراع كانت مجرد مجموعات كان لها دور في تلك الحرب. كمنظمة تم إنشاؤها بسبب الحرب العالمية الثالثة، "هُم" نوع مختلف تمامًا. "
استمع كاميجو و هامازورا إلى كلمات أكسليريتور.
"من أين أتَوا؟"
ثم سأل المصنف الأول سؤالًا بسيطًا آخر:
"في الواقع، ما هو إسمهم؟"
ردّت بيردواي:"في الحقيقة"، وتوقف للحظة قبل المتابعة. "دعني أحذرك أولاً. على الأرجح، الإجابة على ما يجب عليهم فعله بالحرب العالمية الثالثة ستخون على الأرجح توقعاتك."
"هل ما زلتِ تخططين للتّهرب من سؤالي؟"
"لا، لن أفعل ذلك. كل ما في الأمر أن هناك حاجة إلى الكثير من الإستعدادات قبل أن نصل إلى العمود الفقري لهذه المسألة. ومع ذلك، قد يكون هذا مؤلمًا بالنسبة لك، لذلك دعنا نتفادى العمود الفقري في الوقت الراهن ونبدأ فقط بإسمهم."
"..."
قالت بيردواي بسلاسة: "اسمهم بسيط للغاية لأنه يشير إليهم في هذا العالم. إذا كان من الصعب جدًا فهمه ولم ينقل أي شيء إلى أي شخص، فسيكون ذلك بلا معنى.
نعم. أسمائهم هي…"
- بين السطور 3
لامست أقدام كانزاكي كاوري السطح العلوي للجسم العملاق.
كان حصن المسبار الراديوي.
كان ارتفاعه كبيرًا جداً لدرجة أنه لم يكن هناك شيء مثل الغيوم قريبة منه. فوقه وأسفله كان لونًا في منتصف المسافة بين النيلي والأسود. بعيدًا، يمكن رؤية اللون الأزرق المألوف.
شعرت أن السطح تحت قدميها يشبه الحَجَر. كان حصن المسبار الراديوي على شكل صليب عملاق وبدا أنه مكون من مجموعة مختلطة من الكنائس والمعابد المتعددة. كانت أنماط البناء مختلفة، لكن مستوى الضرر الذي لحق بالحجارة كان متساويًا. كل شيء كان جديدًا.
ببساطة، بدا أنه تم بناء نوع واحد من المواد في هذا الشكل العملاق ليبدو وكأنه قد تم إنشاؤها من مجموعة من الكنائس والمعابد من جميع أنحاء العالم.
"لقد هبطتُ!! أنا على وشك التوجه إلى أدنى مستوى في حصن المسبار الراديوي والبدء في التدخل في المناطيد حسب الحاجة. ساعدوني في القِيَم والحسابات!!"
وصل صوت أغنيزي على الفور إلى أذن كانزاكي.
"مفهوم. اعتمادًا على معدل نزوله، سنختار واحدة من منطقتين مستهدفة لهما إما في المحيط الهندي أو في المحيط الهادئ. أولاً، دمري واحدًا من المناطيد حتى نتمكن من تحديد مقدار الرفع الذي سيخسره. مع بعض القيم المحددة من ذلك، يمكننا حساب طريقة من هناك."
في الجزء السفلي من حصن المسبار الراديوي يوجد أكثر من مائتي منطاد معدني عملاق. كان من غير المحتمل أن يؤدي تدمير واحد فقط إلى سقوط الهيكل بأكمله فجأة.
سواء كان ذلك من الجانب السحري أو الجانب العلمي، لم تكن قد لاحظت بعد أي شخص على متنه.
(... عندما هبطتُ، لم يعرقلني أي سلاح سحري أو مضاد للطائرات.)
ومع ذلك، لم تكن متأكدة، لأن حصن المسبار الراديوي كان ببساطة واسعاً جدًا. كان من الممكن أن يكون بعض الأفراد مختبئين في مكان آخر وربما لم يستخدموا أي سحر أو أسلحة لإعتراضها.
لم تستطع ببساطة معرفة ما كانوا يفكرون فيه حتى بعد أن تطأ قدمها تلك المنشأة العملاقة.
هذا جعل كانزاكي تشعر بعدم الارتياح.
كان الدرج مشابهًا للسقالات يستخدم لحمل الأشخاص والمواد لغرض أعمال البناء، لكن المواد الفعلية المكونة له كانت مماثلة لبقية المعبد. بدا الأمر كما لو أن الجدران كانت ملتوية وتم تحويلها بالقوة إلى سلالم مثل تمثال من السكر.
"... نمتلك فقط السجلات من المراقبة بعيدة المدى للمقارنة بها، ولكن يبدو أنها تقلد نجم بيت لحم."
لقد خدم ذلك وظيفة تعديل تدفق الطاقة على نطاق عالمي، لذلك كان في الأساس جهاز تحويل عملاق. فهل هذا هو نفسه ...؟ "
"لكن لا يمكنني تمييز أي أهداف منطقية لذلك. حقًا، يبدو الأمر وكأنه محول لا تتدفق فيه الكهرباء. لا أستطيع أن أتخيل السبب المهم الذي يمكن أن يكون لهذا الشيء."
"إذا لم يكن الغرض منه أن يطفو هناك، فربما ليتم إسقاطه على شيء ما؟"
"ما لم يكونوا يريدون فقط نهاية العالم أو شيء من هذا القبيل، لا أعتقد أن أي شخص يريد هذا النوع من الدمار العشوائي."
سواء كان من المفترض أن تطفو هناك أو أن تنزل، لم تستطع العثور على أي هدف منطقي.
بالطبع، يتطلب إنشاء هيكل يطير بشكل كبير تكاليف باهظة لإعداده وتنفيذه وصيانته.
أعطت هذه الحقيقة كانزاكي شعورًا سيئًا.
الحقيقة الصغيرة أنها لم تستطع رؤية ما تم دعوتهم بعد ذلك في قلق كبير. جعلها تعتقد أنها كانت ترتكب سوء فهم كبير.
"... لقد وصلت إلى أدنى مستوى."
قطعت كانزاكي بالقوة أفكارها السلبية وركزت على الموقف أمامها.
كان السقف أعلاه مصنوعًا من الحجر السميك، ويمكن رؤية السماء الزرقاء أسفل قدميها. مشهد لا يمكن أن تراه على السطح منتشرًا تحتها. المكان الذي كانت تقف فيه حقًا يبدو أنه يعتمد على سقالات البناء. كانت على ممر مصنوع من شبكة ضيقة تتدلى من السقف الحجري.
كانت تشبه السقالات الإنشائية في شكلها، لكنها كانت مصنوعة من الحجر. أيضًا، لا يبدو أن الأشخاص الذين قاموا ببنائه كانوا يفكرون في معايير السلامة على الإطلاق. نظرت كانزاكي حولها بينما كانت تنتبه باستمرار إلى قدميها.
رأت دبّابات كروية عملاقة يبلغ عرضها بضع عشرات من الأمتار.
كانت تتدلى مثل الفاكهة من الهيكل الحجري العملاق الذي يبلغ عرضه بضع عشرات من الكيلومترات. نظرًا لأنه لم يكن هناك شيء آخر لمقارنة حجمها به، فقد عبث المشهد بإحساسها بالحجم.
"الطريقة التي تستخدمها لتطفو لا تزال غير معروفة. إذا كانت تستخدم نوعًا من الغاز، فعليك أن تضع في اعتبارك إمكانية أنها قابلة للاشتعال."
"المناطيد نفسها كبيرة، لكن حصن المسبار الراديوي ببساطة ضخم جدًا بحيث لا يوجد خطر ضئيل من إنفجار المناطيد الأخرى في حالة انفجار غاز قابل للإشتعال في أحدها." حللت كانزاكي الوضع بهدوء. "في الواقع، ما سيقع في الانفجار هو السقالات حول المناطيد. أود تجنب المغادرة قبل الانتهاء من كل العمل."
كانت المناطيدمنطاد المعدنية والسقالات تتدلى من الهيكل الحجري العملاق فوق رأسها. لم يكن لديها أي فكرة عن المدى الذي ستنتشر فيه آثاره إذا حدث إنفجار. كان من الممكن أيضًا أن ينفصل الهيكل الحجري الذي بدا وكأنه يغطي السماء، مما سيؤدي إلى انهيارها.
تأكدت كانزاكي من أن لديها مسارًا مستقيمًا إلى أقرب درج صعودًا إلى مستوى أعلى، أمسكت بالسيف المتدلي من خصرها.
من الناحية الفنية، كانت تبحث عن الأسلاك السبعة الرفيعة المخزنة على غمد السيف.
"سأبدأ. ماذا يوجد تحتي؟"
"أنتِ حول وسط أوراسيا. المنطقة برية كاملة. لا توجد منشآت مدنية أو عسكرية أو سحرية هناك. لقد تلقينا إذنًا من الكنيسة الأرثوذكسية الروسية."
"إذاً من هنا نبدأ."
مباشرة بعد قولها ذلك...
ناناسن.
انبعث وميض من الضوء من الفراغ بين الغمد ومقبض السيف. بعد ذلك مباشرة، قُطعت السقالات بين كانزاكي والمنطاد المعدني إلى أشلاء. إمتد الدمار إلى المنطاد المعدني.
لم تكن هناك شرارات.
هجوم التقطيع السريع هذا الذي استخدم العديد من الأسلاك قطع كل شيء أمامها كما لو كان من الطين.
ومع ذلك، سقطت كمية هائلة من الحطام بطريقة مميزة.
كانت الطريقة مختلفة عن أن تهب عليه ريح قوية في اتجاه واحد.
فجّرت قطع لا حصر لها من الحطام في جميع الإتجاهات، مع المكان الذي كان فيه المنطاد المعدني في المركز.
"يبدو أنها كانت مليئة بشيء مثل الغاز. ومع ذلك، لا أعرف ما إذا كان هذا وحده هو الذي يوفر الرّفع—"
تراجعت لأن السقالات تحت قدميها اهتزت قليلاً وغرقت نحو عشرة سنتيمترات.
لكن كانزاكي استشعرت الأمر على أنه عدم استقرار مثل جسر معلق تتقطع الأسلاك الداعمة له واحدًا تلو الآخر.
"تسبب تدمير المنطاد في حدوث تغيير في ارتفاع حصن المسبار الراديوي. تمكنا من تحديد مواصفات كل منطاد على حدة بسبب ذلك. يبدو أن الغاز الموجود في الخزانات هو في الواقع ما يوفر الرفع. سأرسل لكِ الإجراء الذي يتم من خلاله إزالة الغاز. العمل في حد ذاته بسيط، ولكن بالنظر إلى حجم القلعة، لا يمكنك إضاعة أي وقت."
ظهرت بعض المخططات والقيم في ذهن كانزاكي. لم تكن هناك اختلافات كبيرة عما كانت تخمنه به. كان الإختلاف الحقيقي الوحيد هو أن المُهلة كانت قاسية نوعًا ما.
"إذاً بدلاً من مجرد تدميرهم، علي ثقب المناطيد لإخراج الغاز تدريجياً؟"
"لو قمتِ بتدميرهم بسرعة في آن واحد وزاد معدل الإنحدار أكثر من المتوقع، فلن نتمكّن من حل المشكلة."
دارت كانزاكي حولها متجنبة السقالات التي دمرتها، بينما كانت تجري على طول أدنى مستوى. كانت مساحة حصن المسبار الراديوي بضع عشرات من الكيلومترات، لكن كانزاكي استخدمت قدراتها كقديسة للركض أسرع من سرعة الصوت.
تمتمت كانزاكي:"... حان وقت أول واحد" عندما وصلت بجوار أحد المناطيد المعدنية العملاقة التي يبلغ قطرها بضع عشرات من الأمتار.
ستكون هذه حالة الإختبار لمعرفة ما إذا كانت الطريقة النظرية ستنجح بالفعل. يمكن أن يتغير الوضع بشكل كبير إعتمادًا على ما إذا كانت قد نجحت.
"أولاً، تحتاجين إلى تقوية جانب المنطاد بشكل كبير. لو ثقبتِ المنطاد الآن، فإن تدفق الغاز سيجبر الفتحة على اتساعها."
"لذا فإن الأمر يشبه وضع شريط لاصق على منطاد عادي ثم طعن دبوس فيه. سيكون أيضًا مثاليًا لتركيب عنصر روحي ليكون بمثابة صمام."
"تقدر قوة منطاد المقدرة بمستوى ثلاثين ملم من الفولاذ. نعتقد أنه تم جعله هشاً عن عمد بحيث يمكن لصاروخ باليستي إسقاطه على الفور بشكل كارثي. تحتاجين إلى فتح حفرة يبلغ قطرها حوالي 13 ميليمترًا، لكن لا ليس في آن واحد. كوني حذرة وإستغرق مائة ثانية على الأقل."
"نعم، يحب اليابانيون قصصنا عن الماء المتساقط من الهوابط وتآكل القاعدة الصخرية. لدينا الكثير من التعويذات لتتماشى مع ذلك."
إذا تجاهل المرء الأمثلة الخاصة مثل القديسين مثل كانزاكي، فإن السحر لا علاقة له بالموهبة وقد تم تطويره في الواقع ليتم استخدامه من قبل الذين ليس لديهم موهبة. يبدو أن الكثير من أسلافها شعروا أن السحر كان أكثر ملاءمة لتقديم نتائج بطيئة وثابتة تتراكم على بعضها البعض بدلاً من إظهار بعض الظواهر العظيمة دفعة واحدة.
ضغطت كانزاكي بقطعة من الورق على جانب المنطاد، وعلقته هناك مثل قطعة قماش مبللة. ثم أضافت أكثر من ذلك بكثير. لم يمض وقت طويل حتى غطت درع ثلاثة أمتار مربعة وخمسة سنتيمترات جانب المنطاد.
"... أحقاً يحب اليابانيون تلك الجدران الورقية؟ يمكنهم إيقاف الشفرات والرصاص."
"الفكرة ليست نادرة للغاية. في بلدان مثل الصين، كانت الدروع مصنوعة من حزم من الورق. في الحقيقة، كان شيئًا مثل تغطية جسدك بالكامل في بالدفاتر، لذلك لم يكن الأمر بالشيء الخفيف."
على أعلى هذا الجدار من الورق، قامت كانزاكي بتوصيل جهاز مصنوع من بضع أعواد خشبية كانت مربوطة بخيوط قطنية. كانت تشبه إلى حدٍ ما البوصلات التي استخدمها العلماء القدماء وتشبه إلى حدٍ ما الأدوات المستخدمة في حفر الآبار.
"نظرًا لأن هذا هو إختبار، فسوف أشاهده طوال الوقت حتى النهاية، ولكن ليس هناك ما أفعله أثناء قيامه بالتنقيب فيه. لن يكون هناك في العادة سبب يدعوني للإلتفاف والمراقبة. بمجرد أن أؤكد نجاح هذا، سأترك الباقي في هذه المرحلة وأتجه إلى المنطاد التالي. سيوفر ذلك الكثير من الوقت ".
فقط في حالة انفجار المنطاد، حافظت على مسافة بينها وتأكدت من أن لديها مسارًا إلى درج صاعد مخطط له. ثم أرسلت كانزاكي قوة سحرية من خلال العنصر الروحي للحفر وأعطى الإشارة.
وصل صوت مزعج مثل قلم رصاص يُنجر إلى أذني كانزاكي.
"في الوقت الحالي، لا يبدو أن هنالك أي خطر من إنفجار جدار المنطاد."
"تم تأكيد الحفرة... يتم إطلاق الكمية المتوقعة من الغاز. لقد زاد معدل هبوط حصن المسبار الراديوي، ولو قليلاً."
"تواصلي معي إن اكتشفتِ أي مشاكل. من خلال توسيع الأوتاد المستخدمة في الحفر، يمكنني إغلاق الفتحة المفتوحة."
وبينما كانت تتحدث، بدأت كانزاكي تقفز من سقالة إلى سقالة.
كما قالت، لن تنتظر كل منطاد معدني وهو يُثقب بل تركت العناصر الروحية بتقوم بذلك ثم اتجهت نحو المنطاد التالي.
"تم الكشف عن آثار التداخل على المنطاد السبعين! لقد انخفض ارتفاع قلعة المسبار الراديوي إلى أحد عشر ألف متر!! تعويذة الإجراءات المضادة للضغط الجوي تتعرض لقدر كبير من الضغط!"
"ما موقعنا الآن!؟ هل يجب أن نسقطه في المحيط الهندي أو المحيط الهادئ!؟"
"حصن المسبار الراديوي يمر حاليًا فوق كوريا. المحيط الهادئ هو الخيار الوحيد الآن!!"
لقد دمرتْ المنطاد الأول عندما كان بالقرب من وسط أوراسيا.
كانت سرعة حصن المسبار الراديوي أكبر بكثير مما كانت تعتقده كانزاكي.
سارعت بالمنطاد الواحد والسبعين.
"هل تعرفين أين نسقطه في المحيط الهادئ؟"
"هناك منطقة محيطية بعمق ستة آلاف متر تقع على بعد 1700 كيلومتر شمالا إلى الشمال الغربي لأمريكا، جزر الميدواي."
رَسَمت كانزاكي المسار العام الذي سيتخذه من موقعه الحالي إلى الموقع التالي.
(... سوف يمر فوق اليابان.)
شحب وجهها تدريجياً.
(الطريق يقطع مباشرة فوق المدينة الأكاديمية!؟)
"يا أغنيزي، إنها حالة طارئة!! يرجى حساب طريقة للتدخل بمناطيد الحصن المسبار الراديوي والتي ستأخذ مسارًا أكثر إلتفافًا!!"
"هاه؟"
"قد يكون المرور فوق اليابان أمرًا جيدًا، لكن المرور فوق تلك المدينة أمر سيء!! إذا تم إنشاء حصن المسبار الراديوي من أجل أن يتم إسقاطها على شيء ما، فمن المحتمل أن يكون الهدف-!!"
فجأة، هاجم قدر هائل الطّنين آذان كانزاكي. بعد ذلك مباشرة، قُطع خط الاتصال السحري الذي تم إنشاؤه بواسطة العنصر الروحي.
من الواضح أن شخصًا ما قام بتشويش الإشارة السحرية.
(إذاً فَهُم لا يريدونني أن أقول أي شيء غير ضروري، هم؟)
لم يكن حصن المسبار الراديوي العملاق الذي سيصطدم بالأرض هي التهديد الوحيد. لو فُكك إلى أجزاء أصغر وتساقطت تلك الأجزاء على السطح، فقد يتسبب ذلك في حدوث أضرار على نطاق واسع. يمكن أن تنفّذ قصفًا واسع النطاق للمدينة الأكاديمية بينما يُسمح للجسد الرئيسي بالهبوط بأمان بسبب جهود كانزاكي والآخرين.
كان هذا هو الشيء المنطقي الذي يجب القيام به.
ومع ذلك، إذا كان الأشخاص الذين يقفون وراء الحصن من النوع الذي يعطي أفكارهم الخاصة الأسبقية على ما سيأتي، فلا يزال من الممكن أن يسقطوا حصن المسبار الراديوي مباشرة على المدينة الأكاديمية دون التفكير في ما قد يعنيه ذلك.
كان السحرة كائنات من شأنها أن تفعل هذا النوع من الأشياء.
كانت كانزاكي وبقية أعضاء نيسيساريوس موجودون لمنع حدوث ذلك.
(لكن هذا التشويش جاء بمثل هذا التوقيت الدقيق. أشك في أنهم كانوا قادرين على فعل ذلك إذا كانوا يجمعون المعلومات عن بُعد. وهذا يعني...أن جزءًا من العدو موجود على متن هذه القلعة التي ستنهار ...)
سمعت كانزاكي صوتًا غريبًا، واتخذت موقفًا دفاعيًا.
كان صوتًا عالي النبرة مثل اصطدام زجاج بلوري. لم يتكرر خمس أو عشر مرات فقط. بدلا من ذلك، استمر بشكل غير منتظم لبعض الوقت.
كان مصدر الضجيج...
"فوق!؟"
في اللحظة التي أدركت فيها كانزاكي ذلك وعادت إلى الوراء، سقط شيء ما على الفور كانت تقف في لحظة من قبل.
لم يكن إنسانًا.
كانت عبارة عن أسطوانة مصنوعة من الحجر الثقيل يبلغ قطرها 55 سم وارتفاعها حوالي متر.
كان الجسم الذي يشبه الطبلة يتحرك كما لو كان بإرادته، واستدار ليواجه كانزاكي.
---------------------------------